أعماق البحار

أثناء غوص إنسان في البحار فإنه يتعرض لضغوط رهيبة تزداد بإزدياد العمق الذي يصل إليه، وعند نقطة معينة لا يستطيع الإنسان تحمل هذه الضغوط.

فإذا غاص شخص في الماء لعمق عشرة أمتار فإنه يلقى ضغطا على جميع أجزاء جسمه ،ثم يتضاعف هذا الضغط كل عشرة أمتار عمق..فإذا ما وصل الإنسان إلى عمق 500 متر (لو افترضنا أنه إستمر حيا) فإنه يحس بالضغط كأنه ناشيء من وزن 12 طنا .. فإذا كانت هذه صورة توضيحية للضغوط الموجودة في الماء والتي يتعرض لها أي كائن موجود به،ومع ذلك فإننا نجد هذه الكائنات والمخلوقات المائية تعيش في الماء وكأن شيئا من هذا الضغط لم يكن،وتفسير ذلك يمكن توضيحه بالإنسان نفسه فكيف يعيش الإنسان برغم الضغوط الهوائية الموجودة حوله؟

فقد تم تقدير الضغط الهوائي الذي يتعرض له الرأس كالضغط الناشيء من كتلة قدرها الربع طن والأكتاف تتحمل ضغوطا قدرها حوالي نصف طن،ولكن الضغط الداخلي الموجود في الإنسان نتيجة تغلغل الهواء في جميع أنسجة الجسم يجعله يتعادل مع الضغط الخارجي،وهكذا تكيّف الإنسان مع البيئة المحيطة به.. وكذلك كانت الكائنات داخل الماء.. فإن ضغط الماء الذي يتخلل أوعيتها وأنسجتها وخلاياها تعادل مع الضغط الخارجي،وهكذا تكيّفت هذه المخلوقات مع الجو المحيط بها،ولو خرجت هذه المخلوقات وتركت أعماق الماء فإنها سرعان ما تفقد توازنها وتموت.

وسبحان الذي يسر كل مخلوق لما خلق له..