هل يمكن أن نحب ونكره في الآن نفسه؟من الصعب الإجابة عن هذا السؤال.
فالكره والحب وغيرهما من العواطف الإنسانية لا يمكن تنبؤ ماهيتها ومصدرها بشكل دقيق وقطعي،
لكن مع ذلك نجد عشرات النظريات ومئات وألاف الإجابات لذلك السؤال...
فعندما نتعرض للظلم والإهانة أو لإتهامات مبرّرة من أحد الأشخاص ينتابنا بعض الإستغراب مع الألم،
ونتسائل كيف،ولماذا،ولما نحن بالذات؟
تتولد هذه الاسئلة بدواخلنا لتحمل معها بذرة الكره للشخص الذي عرّضنا لتلك المواقف عن قصد أو دونه...
فماذا لو كان الطرف الذي أساء إلينا هو نفسه الشخص الذي نحبه...
وقد تطرّق الأدب إلى هذه الظاهرة في روايات كثيرة، وفي رواية (الملاك الأزرف) التي
تدور حول أستاد جامعي يصل إلى علمه أن تلميذه الشاب يحب راقصة في أحد الملاهي،
وهذا التلميذ النابغة يكاد يضيّع مستقبله تحث أقدام هذه الراقصة فبقرر الأستاذ أن يذهب إلى الملهى
ليرى الراقصة ويكشف زيفها وخداعها وفجورها.
إلاّ ان الأستاذ الذي ذهب لينقذ تلميذه وقع هو في حب الراقصة وبدلا من إنقاذ تلميذه يتمرّغ في
وحل السخرية والإستخفاف من تلاميذه ومن زملائه!!!!!!
وهو يقول لنفسه:إنني أحبها وأكرهها،إنني أحبها أتمنى أن أكون خادما عندها،مجرد خادم...
وأكرهها لأنها حطّمت كبريائي ومكانتي..فكيف أيها السادة أحبها وأكرهها في نفس الوقت؟!
فعندما نتعرّض لمثل هذه المواقف نتسائل هل يمكن أن نحسّ بهذا الإحساس المتضارب والغريب
بين حبنا وكرهنا الشديد لنفس الشخص؟!