جزر الباهاما

جزر الباهاما Bahama Islands أرخبيل في البحر الكاريبي Caribbean sea يؤلف دولة كانت تعرف باسم جزر لوكاي Lucayes، دعاها الإسبان لوس لايوس Los Layos وعرفها الإنكليز باسم كيز Keys (المفاتيح، لأنها مفتاح أمريكة)، تضم جزر الباهاما جزيرة غواناهاني Guanahani (سان سلفادور San Salvador أو واتلنغ Watling اليوم) ذات الشهرة التاريخية، لكونها أول جزيرة اكتشفها كريستوف كولومبوس صبيحة 12 تشرين الأول عام 1492 في رحلته الأولى إلى العالم الجديد. اشتهر سكان الباهاما الأوائل من الهنود الحمر بصيد البقر الوحشي وبأعمال القرصنة البحرية. ويقدر عدد سكان جزر الباهاما بنحو 330.000 نسمة تبلغ نسبة المتعلمين منهم 90% وعاصمتها ناسّاو Nassau ولغتها الرسمية الإنكليزية.

الموقع والأبعاد والمساحة

يقع أرخبيل الباهاما في المحيط الأطلسي[ر]، قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة فلوريدة الأمريكية على بعد 81كم منه، وتتوزع جزر الباهاما على طرفي مدار السرطان في مواجهة السواحل الشمالية لكل من كوبة وهاييتي وجمهورية الدومينيكان.

يتألف الأرخبيل من 700 جزيرة تقريباً و2400 ناتئ صخري تفصل بينها مياه ضحلة جداً تستحيل فيها الملاحة البحرية، وترتصف الجزر والنواتئ المذكورة على محور يتجه من الشمال إلى الجنوب الشرقي، طوله 1223كم، وتصل مساحتها الإجمالية إلى 13939كم2. وأهم هذه الجزر: أباكو Abaco، وأكلينز Acklins، وأندروس Andros، وَكات Cat، وَكروكدCrooked، وإليوثيرا Eleuthera، وَإكسوما Exuma، وَالباهاما الكبرى G.Bahama، وَإناغوا Inagua، ولونغ Long، وَماياغانا Mayaguana، وَبروفدانس الجديدة N.Providence، وَسان سلفادور.

الأوضاع الجغرافية الطبيعية

تتصف جزر الأرخبيل باستواء سطحها الذي لا يزيد معدل ارتفاعه العام على 60 متراً فوق مستوى سطح البحر، وكان نهوض هذه الجزر انطلاقاً من عتبات قارية رسوبية المنشأ، تكوّنت مِن تكدس الصخور الكلسية المرجانية والرمال والوحول والمواد الغرينيّة من أواخر الحقب الجيولوجي الثاني. وتكثر في الأرخبيل الجزر المرجانية التي تكوّنت في المياه الدافئة لتيار الخليج وبحر سارغاسو Sargasso Sea.

يتمتع الأرخبيل بأحوال مناخية مدارية لطيفة جداً، فمعدّل درجة حرارته السنويَّة نحو 23 درجة مئوية، ويتلقى أمطاراً سنوية قدرها نحو 1000مم معظمها غزير يهطل بين شهري حزيران وتشرين الأول.

يتألف نبيت الأرخبيل من غابات مدارية دائمة الخضرة وكثيفة نسبياً، وحيواناتها وطيورها قليلة، ولكن مياهها غنية بالأسماك وغيرها.

الأوضاع السكانية والبشرية

مع مطلع الكشوف الجغرافية وتدفق أفواج المستوطنين من القارة الأوربية أخذت أعداد قاطني هذه الجزر تزداد باطراد. في حين بدأت مجموعات الهنود الحمر من السكان الأصليين للجزر تنقرض تدريجياً، فقد بلغ عدد سكان جزر الباهاما في مطلع الأربعينات من القرن العشرين 60.000 نسمة، ووصل في عام 1980 إلى 195.000 نسمة، ثم 330.000 نسمة (إحصاء 1995).

ويفسَّر التزايد المستمر لأعداد السكان إلى اليوم باستمرار تدفق المهاجرين، لاسيما الناطقين بالإنكليزية، من جهة، وبالارتفاع النسبي لمعدل التزايد الطبيعي للسكان من جهة ثانية، علماً أن هذا المعدل انخفض من 1.9% عام 1986 إلى 1.3% عام 1992. والشعب الباهامي فتي نسبياً، إذ يؤلف الأطفال نحو 38%من السكان مقابل 10% فقط للشيوخ الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة، علماً أن متوسط العمر فيها يصل إلى 70 سنة، أما نسبة الرجال فإنها تبلغ 48.8% من عدد السكان مقابل 51.2% للنساء.

ومن الناحية العرقية، تؤلف العناصر الزنجية 72% من السكان مقابل 14% من الخلاسيين و12% من البيض و2% فقط من العناصر الأخرى كالصينيين واليابانيين المهاجرين، ويعتنق 82% من سكان البلاد الديانة المسيحية، ويعتنق الباقي ديانات مختلفة أهمها اليهودية والهندوسيّة والبوذيّة، وفيها أقلية مسلمة وأخرى لها معتقدات دينية خاصة.

أما الكثافة السكانية العامة فإنها تقدر بنحو 18 نسمة/كم2، علماً أن السكان يتوزعون توزعاً غير متساوٍ في أنحاء الأرخبيل، إذ لا يزيد عدد الجزر المأهولة بالسكان على 22 جزيرة أهمها على الإطلاق جزيرة بروفيدانس الجديدة التي تضم نحو 65% من سكان البلاد مع أن مساحتها لا تتجاوز 207كم2 أي 1.49% من إجمالي المساحة العامة، وفي هذه الجزيرة تقع العاصمة ناسَّاو التي يقطنها نحو 140000 نسمة، لذلك تصل الكثافة السكانية في هذه الجزيرة إلى 785 نسمة /كم2. ويؤلف سكان المدن نحو 54% من إجمالي عدد السكان.

الأوضاع الجغرافية والاقتصادية

يصل إجمالي الدخل القومي الباهامي إلى 2 مليار دولار أي إن المتوسط السنوي لدخل الفرد فيها يقدر بنحو 8000 دولار، ومعدل النمو الاقتصادي فيها نحو 4% سنوياً.

وإسهام الزراعة في الاقتصاد الوطني ضئيل، إذ لا تزيد رقعة الأراضي المزروعة على 1.23% من مساحة البلاد، ويعمل فيها نحو 12% من القوى العاملة وأهم المزروعات : الخضر والنباتات العلفية والثمار والفواكه المختلفة وعلى رأسها الموز والأناناس، وتسهم حرفة استثمار أخشاب الصنوبر الكاريبي بنصيب مهم في الدخل الزراعي، ومقابل تدهور حرفة صيد الإسفنج، ازدهرت حرفة تربية المحار وصيد القريدس (الروبيان) والسرطان البحري الذي يصدر إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ويجتذب القطاع الصناعي نحو 11% من القوى العاملة، وأهم الصناعات هي الصناعات اليدوية والجلدية والخشبية إلى جانب صناعة الإسمنت والمواد الصيدلانية وتكرير النفط والصناعات البتروكيماوية التي تتركز في مجمّع فريبورت الصناعي المهم Freeport. وتنتج الباهاما كميات مهمة من الأراغونيت (ضرب متبلور من كربونات الكلسيوم) ومن الملح البحري النقي.

ويعمل في قطاع الخدمات نحو77% من القوى العاملة في الباهاما، غالبيتهم في الخدمات السياحية إذ إن السياحة تغطي نحو 90% من صافي الدخل القومي. ولتنشيط الحركة السياحية هذه شُقت طرق السيارات الممتازة كما أُنشِئت في البلاد عشرة مطارات أكثرها أهمية مطار العاصمة ناسَّاو الدولي المجهز لاستقبال أضخم الطائرات، كما تشتهر بمرفئها البحري المجهز لاستقبال أضخم السفن شأنه شأن ميناء فريبورت وكلاهما متخصص بالتجارة الحرة.

وتنتشر في أنحاء البلاد شبكة من الفنادق الفخمة والنوادي الليلية والمقاصف، ويخيم عليها جو الاحتفالات و«الكرنفالات» التي تجتذب السياح على مدار السنة، فقد أمَّها عام 1990 نحو 2.5 مليون سائح، وقد سُنَّت في البلاد قوانين خاصة تسهل دخول رؤوس الأموال الأجنبية واستثمارها، وأُلغيت الضرائب على رؤوس الأموال الضخمة، مما مهّد لاستقرار الكثير من بيوتات المال الأمريكية والبريطانية والكندية التي وفدت إلى الباهاما هرباً من قوانين الضرائب الباهظة في بلادها.

والميزان التجاري الباهامي خاسر بوجه عام، ففي عام 1986 مثلاً بلغت القيمة الإجمالية للصادرات 470 مليون دولار مقابل 1.47 مليار للواردات، أما حجم الديون الخارجية فقد وصل إلى 620 مليون دولار عام 1986 الذي شهد معدلات تضخم وصلت إلى 5.4%.

الأوضاع التاريخية ونظام الحكم

احتلت المملكة المتحدة[ر] منذ مطلع عام 1717 الأرخبيل الذي حصل على حق الحكم الذاتي عام 1964 تمهيداً لحصوله على الاستقلال الذاتي عام 1968، في مرحلة أولى مهدت لحصوله على الاستقلال الكامل صبيحة 10 تموز عام 1973 مع بقائه عضواً في رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث).

ويمثل ملكة المملكة المتحدة في الباهاما حاكم عام، وتتمثل السلطة التشريعية فيها بمجلس نيابي يختار أعضاؤه، البالغ عددهم 43 نائباً، بالانتخابات العامّة لدورة برلمانية مدتها أربعة أعوام، وأهم الأحزاب السياسية فيها: الحزب التقدمي الليبرالي وحزب حركة التحرر الوطني.