بوخارست......

تاريخ التسجيل : 31/12/1969

بوخارست Bucharest عاصمة جمهورية رومانيا، تقع في وسط الإقليم الجنوبي الشرقي المعروف بإقليم بوخارست، في سهل فالاخية (الأفلاق) Walachia الذي يرتفع 82م فوق سطح البحر عند تقاطع خط العرض 44درجة و26دقيقة شمالاً وخط الطول 26درجة و6دقيقة شرقاً.

يخترق المدينة نهر ديمبوفيتة Dimbovita من الشمال الغربي، ويصب في الدانوب، وترتفع درجة الحرارة صيفاً إلى أكثر من 25 درجة مئوية وتنخفض شتاءً إلى مادون الصفر.

أنشئت بوخارست عام 1368 في موقع استراتيجي قديم الإعمار وسميت سيتاتيا ديمبوفيتي، ويرجع تاريخ أول وثيقة ظهر فيها اسم سيتاتيا بوخارِسْتيلو Cetutea Bucurestilo إلى عام 1459 وكانت عاصمة المنطقة يومئذ تيرغوفيست Tirgoviste الواقعة شمال غربي بوخارست، مقر الأمراء ورجال الدين حتى عام 1659، حين أصبحت بوخارست حاضرة البلاد الواقعة تحت الحكم العثماني.

اتسعت بوخارست في القرن السابع عشر خارج الضفة اليمنى لنهر ديمبوفيتة، وازدهرت فيها التجارة والفنون إبان حكم سيربان كانتاكوزينو (1678-1688). وفي عهد قسطنطين برانكوفيانو (1688-1714) حصلت تغيرات كبيرة في المجتمع الروماني بتأثير الأفكار الغربية، كانت نقطة الانطلاق في بناء المدينة الحديثة. ثم أصبحت عاصمة مقاطعة فالاخية سنة 1848، ونتيجة لتلك الانطلاقة ازدادت مساحة بناء المدينة وسُمّيت بوخارست عاصمة لاتحاد فالاخية ومولدافية في عام 1859، وفي عام 1862 أصبحت بوخارست عاصمة المملكة الرومانية. وكان الروس احتلوا مدينة بوخارست عام 1829 حتى عام 1834، كذلك احتلتها النمسة عام 1854، لكنها عادت إلى الحكم العثماني حتى 1878، حين حصلت رومانيا على استقلالها في مؤتمر برلين، ثم سقطت في الحرب العالمية الأولى بيد الألمان في 6 كانون الثاني 1916 وظلوا فيها حتى 23 تشرين الثاني 1918. وفي الحرب العالمية الثانية دخلت رومانية الحرب إلى جانب ألمانية حتى عام 1944 حين قامت الثورة في رومانية واستطاعت إخراج القوات النازية منها في 23 آب 1944، بمساعدة الجيش الأحمر السوفييتي.

تطور عمران المدينة منذ عام 1960، مع أنها ظلت تعاني الدمار والحرائق من الزلازل التي تضربها بين الحين والحين، وكان آخرها زلزال عام 1977 المدمر. تزايد عدد سكان بوخارست من نحو 600 ألف نسمة عام 1920 إلى 1529000 نسمة عام 1973، ثم إلى 2066700نسمة عام 1998. تمتد أكثر أحياء المدينة اكتظاظاً بالسكان بين الضفة اليسرى لنهر ديمبوفيتة، وسلسلة البحيرات في الشمال حيث تقوم الأبنية الضخمة للمدينة الحديثة إلى جانب الأبنية القديمة المتبقية من العصور السابقة، والعديد من الكنائس، ومن أشهرها كنيسة كورتيافيشي Curtea Veche التي بناها الأمير ميرثيا سيوبانول عام 1545 وكنائس أخرى من القرن الثامن عشر. وفيها عدد آخر من الأبنية الدينية من القرون الوسطى على الضفة اليمنى للنهر. ويرجع التوسع الفعلي للمدينة إلى النصف الثاني من القرن السابع عشر، بعد إنشاء ديري آنتيم وفاكاريستي. ويعد الديران من المعالم البارزة للعمارة الرومانية في القرن الثامن عشر.

أما تحديث المدينة فيرجع إلى القرن التاسع عشر والنصف الثاني من القرن العشرين ولاسيما منذ عام 1960، عندما شقت فيها شوارع رئيسية وفرعية تتعامد لتقسم المدينة إلى أربعة أقسام متساوية المساحة تقريباً، بحسب مخطط عمراني متطور، وأهمها شارع أردين مارش الذي يقطع المدينة من الغرب إلى الشرق، وقد أنشئت على جانبيه بعض الأبنية الحديثة، منها بناء كلية الطب ومسرح دار الأوبرا والجامعة الحديثة وبعض أبنية الوزارات والحدائق، مثل حدائق سايسميكي، ويمتد عمودياً عليه شارع آخر يصل شمالي المدينة بجنوبيها، وهناك كذلك شارع كالي فكتورية على الضفة اليسرى للنهر وعلى جانبيه أقيمت الأبنية الحديثة، مثل قصر العدل وقصر مكتب البريد وقصر المكتبة العامة ومكتبة الجامعة المركزية وقصر كانتاكوزينو الذي صار متحف جورج إينسكو.

تحتضن بوخارست كثيراً من المعاهد الثقافية والعلمية المتخصصة وجامعتها التي تأسست عام 1864، والمعهد العالي للعلوم الصيدلانية ومعهد الآثار القديمة والفنون الشعبية والمتحف الحربي، وفيها كثير من الصالات للفنون الشرقية والغربية. وملاعب وصالات رياضية.

تعد بوخارست عقدة مواصلات دولية، فيها مطاران لاستقبال الطائرات من شتى أنحاء العالم وترتبط مع دول شرقي أوربة وجنوبيها وشرقيها بشبكة من الخطوط الحديدية وبشبكة مهمة من الطرق البرية، وفيها شبكة من قُطُر الأنفاق (المترو).

تشتهر بوخارست بالصناعات الميكانيكية والهندسية، كصناعة عربات النقل والطائرات وصناعة السيارات والآلات الزراعية والصناعات الكهربائية والإلكترونية والصناعات الكيمياوية وصناعة تكرير النفط وصناعة الورق وآلات الطباعة وصناعة الأخشاب والألبسة والمنسوجات وصناعة الأغذية كما تتخصص بصناعة الأحذية ودباغة الجلود.

وتنتج بوخارست أكثر من 20٪ من جملة الإنتاج الصناعي الروماني، وهي مركز تجاري في منطقة جنوب شرقي أوربة ويقام فيها معرض دولي سنوي.