هولندا............

تاريخ التسجيل : 31/12/1969

هولندا Holland إحدى دول غربي أوربا الممتدة على الساحل الشرقي من بحر الشمال - المتفرع من المحيط الأطلسي - الذي يفصلها عن بريطانيا الواقعة غربي بحر الشمال. وتمتد بين خطي عرض 40 َ 50 ْ -30 َ 53 ْ شمالاً، وبين خطي طول 25 َ 3 ْ -10 َ 7 ْ شرق غرينتش. ويحدها من الجنوب بلجيكا ومن الشرق ألمانيا ومن الغرب والشمال بحر الشمال، وتبلغ مساحتها نحو 41863كم2، متضمنة نحو 8000كم2 من المسطحات المائية الواقعة داخل أراضيها. ويبلغ امتداد هولندا من الشمال إلى الجنوب 315كم ومن الغرب إلى الشرق 269كم، ويبلغ طول سواحلها على بحر الشمال 367كم.

وتعرف هولندا بالأراضي المنخفضة Netherlands؛ لانخفاض مستوى أراضيها الذي لا يماثلها في ذلك دولة من دول العالم.

ويتبع مملكة هولندا جزرُ الآنتيل الهولندية Netherlands Antilles (مجموعتان من الجزر في البحر الكاريبي المجموعة الأولى: كوراساو Curaçao وبونير Bonaire والمجموعة الثانية: تتألف من جزر سابا Saba وسان يوستاتيوس St. Eustatius وسان مارتن St. Maarten في أرخبيل ليوورد Leeward) وجزيرة أروبا Aruba التي تقع أيضاً على البحر الكاريبي. وفي كل من جزر الأنتيل الهولندية وأروبا (التي انفصلت عن الأنتيل الهولندية عام 1986) يتم تعيين محافظ ومجلس وزراء يترأسه رئيس وزراء، وكلا المجلسين مسؤولان أمام مجلس تشريعي واحد ينتخب أعضاءه مواطنو الجزر.

الجغرافية الطبيعية:

تقع هولندا في الجزء الغربي المنخفض من السهل الأوربي الشمالي، حيث استطاعت أنهار الراين والموز والشيلد القادمة من الشرق أن تبني دلتا واسعة في النصف الجنوبي من هولندا. وقد تراكمت فوق القسم الشرقي من أرض الدلتا كميات كبيرة من الرواسب التي دفعتها أمامها الجليديات البليوستوسينية والمتكونة من الحصى والرمال والصلصال Clay، مما ترتب على ذلك إظهار ذلك الجزء فوق مستوى البحر. أما القسم الغربي من الدلتا فكان مسرحاً لذبذبات مائية بحرية متكررة نتج عنها تكون المستنقعات البحيرية الكبيرة (زيدرزي Zuiderzee، ڤادينزي Waddenzee) المنفصلة عن البحر بسلسلة من الكثبان الرملية الساحلية بصورة سلسلة من الجزر تعرف بجزر فريزيان Frisian، وقد عمل الهولنديون على تجفيف قسم كبير من المستنقعات واستصلحوا أراضيها. ففي عام 1932 عزلوا زويدرزي التي حولت إلى بحيرة عرفت باسم ايسلمير Ijsselmeer وجففوا معظمها.

وتتصف مظاهر السطح ببساطتها، حيث لا يزيد ارتفاع غالبية أراضي هولندا على 50 متراً، وهناك مساحة صغيرة في جنوب مقاطعة ليمبورغ في أقصى الجنوب الشرقي من هولندا التي يزيد ارتفاعها على الرقم السابق، ومساحة مثلها أيضاً في الجزء الجنوبي الأوسط. ومعظم الأراضي المستصلحة في الغرب تقع تحت مستوى سطح البحر، وأخفض نقطة فيها منطقة الأمير ألكسندر، تنخفض نحو 6.7م تحت مستوى سطح البحر. أما الأجزاء المرتفعة عموماً فهي المتاخمة لهضبة الآردن. وأعلى جزء في هولندا ارتفاعه 321م ممثلاً في قمة ڤالسربرغ Vaalserberg في أقصى جنوبي البلاد، بالقرب من الحدود البلجيكية.

أما المناخ، فمعتدل بارد بحري، تبايناته قليلة بين أجزاء هولندا، لقلة ارتفاع أراضيها وعدم وجود تباينات واضحة في تلك الارتفاعات، وانفتاح أراضيها كافة على المؤثرات البحرية الغربية. وعلى الرغم من سيطرة الضغط المرتفع شتاء، يبقى متوسط درجة الحرارة في شهر كانون الثاني/يناير فوق التجمد، إذ يبلغ 1.4 ْم في مدينة أوترخت Utrecht، مع العلم أن مياه القنوات المائية قد تتجمد مدة 7-14 يوماً في شهر كانون الثاني/يناير. والصيف دافئ، بمتوسط حرارة لشهر تموز/يوليو تراوح بين 16 ْ في الشمال و18 ْ في الجنوب، والرطوبة النسبية مرتفعة طوال العام لاتقل عن 60٪ في أي شهر. وتهطل الأمطار طوال السنة بمعدل سنوي يراوح بين 600-800مم، مع كون الصيف أكثر مطراً. ويهطل الثلج في شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير.

وتخترق أراضي هولندا من الشرق ثلاثة أنهار كبرى هي: نهر الراين ونهر شيلد Schelde ونهر موز Meuse. إلى جانب العديد من القنوات التي تصل بين مجاري تلك الأنهار، ويبلغ مجموع أطوال المجاري المائية نحو 5600كم صالحة للملاحة عموماً. ومن كبرى البحيرات بحيرة فادينزي، وبقايا بحيرة زيدرزي التي جفف معظمها.

وإذا كانت النباتات الطبيعية تندر في الأجزاء الشمالية والغربية من هولندا فإن الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية الأكثر ارتفاعاً تحتوي على بعض الحشائش الطبيعية، وأحياناً على تجمعات من الأشجار النفضية.

ـ الجغرافية البشرية:

يبلغ عدد سكان هولندا نحو 17 مليون نسمة حسب تقدير عام 2005، علماً أن هذا العدد كان 2.8 مليون نسمة عام 1830م، ونحو 5.2 مليون عام 1900، وارتفع العدد إلى 12 مليون نسمة عام 1960م، وإلى 15.575.000 نسمة عام 1991، ومعدل الزيادة الطبيعية للسكان نحو 0.8٪ وتبلغ الكثافة الحالية للسكان نحو 400 نسمة في الكليو متر المربع الواحد، ولذا فإن هولندا تعد من أكثر دول أوربا ازدحاماً بالسكان، وضغطاً على مواردها الاقتصادية المحدودة؛ مما دفع العديدين إلى الهجرة خارجها في الفترة 1948-1960، إذ هاجر نحو 350 ألف هولندي، معظمهم تجاه استراليا وكندا والولايات المتحدة، مقابل هجرة قليلة نحو إندونيسيا والمغرب وسورينام وتركيا.

والهولنديون عامة من أصل هولندي، ماعدا قلة من المهاجرين؛ ولذا فإنها من أكثر دول أوربا تجانساً وترابطاً في سكانها. ويعيش نحو 9٪ من السكان في المدن، يسكن نحو 35٪ من السكان في مدن يزيد عدد سكانها على 100 ألف نسمة، كما يعيش نحو 40٪ من السكان في محافظتين منها، هما: هولندا الشمالية وهولندا الجنوبية، اللتان تحتويان على المدن الكبرى (لاهاي، أمستردام، روتردام)، وتقسم هولندا إلى 12 محافظة. والتعليم إلزامي من سن السادسة إلى السادسة عشرة، وكل المدارس تتلقى اعتمادات حكومية. وأكبر الجامعات هي جامعة أمسترادام ، غير أن أقدم الجامعات وأشهرها هي جامعة لايدن Leiden الحكومية التي تأسست عام 1575. والديانة السائدة هي المسيحية (31٪ روم كاثوليك 21٪ بروتسنت و4٪ مسلمون والباقي ينتمون إلى ديانات أخرى) ونظام الحكم ملكي دستوري. واللغة الرسمية هي الهولندية. أما سكان محافظة فريزلاند Friesland فيتحدثون اللغة الفريزيانية. العملة المستخدمة حالياً هي اليورو، وكانت سابقاً الفلدر.

ـ الجغرافية الاقتصادية:

تعد الصناعة النشاط الاقتصادي الأهم، إذ يعمل فيها نحو 41٪ من اليد العاملة، تليها الزراعة التي لا يعمل بها أكثر من 11٪.

وتستخدم الأراضي المنخفضة المجففة والمستمرة التجفيف في الزراعة، في حين تستخدم الأراضي الغدقة (الرطبة جداً) التي لاتلائم الزراعة مروجاً تربى فيها الأبقار، والحيازات الزراعية صغيرة المساحة، والمردود مرتفع جداً. وتبلغ الأراضي الزراعية نحو ثلثي مساحة أراضي هولندا، منها 60٪ للرعي، والباقي للمحاصيل الزراعية. ومن أهم الزراعات البطاطا والقمح والشوفان التي تزرع في الأجزاء الشرقية وفي الأراضي المستنقعية القديمة الاستصلاح.

وتعد البطاطا الأهم، لكونها المادة الأولية لصناعة النشاء التي تتركز في مدينة غرونينغن Groningen خاصة. كما يزرع القمح والشوندر السكري ومحاصيل العلف والخضراوات في الأراضي الخصبة المجففة حديثاً في الجزء الغربي من هولندا، وكذلك في أراضي جزيرة زيلاند Zeeland. وفي الأجزاء الغربية من هولندا إلى الجنوب من لاهاي. وإلى الجنوب الغربي من أمستردام تنتشر البيوت البلاستيكية التي تزرع بداخلها البندورة والخضراوات الأخرى والورود. وتنتج هولندا كميات كبيرة من الأبصال خاصة في المنطقة الممتدة بين مدينتي هارلم Haarlem ولايدن شمالي البلاد.

وتربى الأبقار بكثرة من أجل ألبانها بالدرجة الأولى، حيث تضم نحو 6 ملايين رأس من الأبقار، منها نحو نصف مليون من أجل اللحم، كما وتربى أعداد محدودة من الخنازير والأغنام وأعداد كبيرة من الدواجن، ويسهم صيد الأسماك بنحو 1٪ من الدخل القومي. ويعد سمك الرنة أهم الأنواع المصادة، ومن أهم موانئ الصيد: إمويدين Ijmuiden ڤليسينغن Vlissingen، ڤلاردنغن Vlaardingen، دين هلدر Den Helder. وتعد هولندا أول دول العالم في تصدير البيض، إذ تصدر سنوياً ما يزيد على خمسة آلاف مليون بيضة.

ويعدن الفحم من منطقة ليمبورغ Limburg، ويستخرج النفط من منطقتين إحداهما بالقرب من لاهاي والأخرى في إقليم درنث Drenthe في الشمال الشرقي، بإنتاج سنوي نحو 1.5 مليون طن. كما يستثمر الغاز الطبيعي في إقليم غرونينغين. وإضافة إلى ذلك يستثمر ملح الطعام، وكذلك الصلصال المستخدم في صناعة الآجر.

وفي هولندا العديد من الصناعات المهمة منها: صناعة الصلب في إيمويدين، وصناعة القصدير في مدينة أونهايم، ومصاهر الزنك والرصاص بالقرب من روتردام وأمستردام، وصناعة السفن والمراكب والحبال والأشرعة على طول امتداد المجاري المائية المهمة. وتصنع في هولندا الكثير من الآلات الهندسية وآلات الاحتراق الداخلي (الديزل) وآلات صناعة الألبان، والأجهزة الكهربائية (مذياع، تلفاز، مصابيح كهربائية) التي تصنعها مصانع فيليبس الشهيرة في مدينة ايندهوڤن Eindhoven، وهناك مصانع أخرى للسيارات والطائرات التجارية الصغيرة، وتتركز فيها الصناعات النسيجية، والعديد من الصناعات الغذائية، وهولندا واحدة من أكبر منتجي الجبن في العالم.

وتحتوي هولندا على شبكة ضخمة من طرق النقل المائي والبري والحديدي. ويعتمد الهولنديون في رحلاتهم القصيرة على استخدام الدراجات. وفيها العديد من الموانئ البحرية من أهمها ميناء روتردام. ويقع مطار هولندا الدولي بالقرب من أمستردام، وهو الأكثر ازدحاماً بالركاب في أوربا.

وأهم المدن: أمستردام Amsterdam عاصمة هولندا، وعدد سكانها نحو مليوني نسمة، تليها مدينة روتردام Rotterdam ذات العدد السكاني 1.3 مليون نسمة، ومدينة لاهاي La Haye (The Hague) التي تحتوي على محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية المنشأة عام 1998، وهي مقر الحكومة إضافة إلى مدن أخرى (ايندهوفن، اوترخت، هارلم، غرونينغن، آرنهم Arnhem).