تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: أين القلوب الوجلة من لقاء الله الأربعاء نوفمبر 24, 2010 6:05 am | |
| أين القلوب الوجلة من لقاء الله
قد يــأتيفجــأة
ياللغرابة هذه الأجساد التي هي عبارة عن كتلة من الساعاتوالأيام، ياترى كم يوم يفصلنا عن تلك اللحظة؟ بلكم ثانية وكم نفس؟ ربي لطفك ورحمتك نرجو… الزائر الأخير سيأتي إليك بدون محالة ليأخذك من بيتك الذي أفنيت عمرك فيتجهيزه إنه لا يحتاج - كي يدخل عليك
إلى أبواب أو استئذان ولاإلى أخذ موعد مسبق قبل المجيء والإتيان،
بل يأتي إليك في أي وقت
وعلى أي حال؛ حال شغلك أو فراغك.. صحتك أو مرضك..
غناك أو فقرك.. سفرك أو إقامتك
تحتار الكلمات وتتبعثر الحروف
ويسرح الخيال وتضطرب النفس
ويتسارع النفس وترتعش الأطراف وينعقد اللسان، ونتسائل في لهفة وفي غصة وفي حالة طلب وترقبووجل: كيف هي حالنا عندما ينفض الناس منحولنا؟
رباه إلى أين تنتهي بنا هذه الدنيا؟ كميسعى الإنسان ويجهد في هذه الحياة الدنيا، هاهو الموت يوماً بعد يوم يتخطف الناس من حولنا بأمر الله، يالله كم للدنيا من فتن مغرية تأخذ بلب المرء وقلبه، وتهد من جسدهوقوته
يظن أنه سيبلغ غايته، وينال مبتغاه، وفي لحظة من اللحظات لم يحسب لها حسابًا،
قد انغمس في عمله، يدقق حساباته الدنيوية غافلاً عن حساب الآخرة وفي لحظة من اللحظات وهو في غمرة السعادة بين أهله وذويه،
أو بين أصحابه وأحبابه، وفي لحظة من اللحظات يعيش نشوة الأموال، وكثرة الأولاد، واستقرارالصحة والجسد، وفي تلك اللحظة التي يبصر بها من حوله، ويسمع من يحدثه، ويحدث منيسمعه،
ويحرك فيها جسده، لا مرضًا يشكو،
ولا علة يعالج، ولا طبيبًا يزور، ونشاطًا في عقله تختصم فيه الأفكار بالأفكار، لحظة رهيبة، ومفاجأة غريبة، فيها توقف كل شيء،
ماذا جرى لجسم الصحيح،
وماذا حصل للعقل المدبر،
وماذا وقع لصاحب الأموال والمنصب والجاه،
ماهذه الصفرة التي سرت في جسده،
أين هي نظرة هذا الجسم المترف،
عجبًا أرى عينين كانتا جميلتان بالبصر، مالهما قد زاغتا لا لفت أو نظر، لقد ارتخى اللسان، وخفت الصوت الصارخ، فلا حس أو خبر . لقد انتهى كل شيء، وجاء الوعد الحق، لتنسل به الروح من الجسد، | |
|