تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: عمالقة الأدب والفكر السبت ديسمبر 18, 2010 2:30 am | |
| عانى الكاتب الكبير عباس محمود العقاد ظروفا صعبة في
حياته ولكنه إستطاع التغلب عليها بقوة الإرادة
والعزيمة.
ولد عباس محمود العقاد في يوم 28/6/1889 م في أسوان
وكان جده يعمل في مصنع الحرير بدمياط ولذلك لقّبوه
بالعقاد،وعندما بلغ السابعة من عمره ألحقه أبوه
بمدرسة إبتدائية وتخرج منها في عام 1903.
وقد رأى والده أن يكتفي بهذا القدر من التعليم
ويتوظف،فأخذ عباس يبحث عن عمل ولكنه لم يجد فقام
بالتدريس مجانا في المدرسة الإسلامية الخيرية ببلدته.
وقاد كان مولعا بالقراءة وكان كل همه أن يشتري الكتب
سواء عربية أو أجنبية.
وتدخّل الوسطاء لتعيينه في القسم المالي بمدينة قنا ثم
نقل إلى الزقازيق فكانت فرصة ليتردد على القاهرة
ليشتري ما يجده من كتب.
ولم يرض العقاد هذه الوظيفة الروتينية فقدّم إستقالته
وأخذ يتنقّل من عمل إلى عمل،فإلتحق بمدرسة الفنون
والصنائع ثم تركها إلى مصلحة البرق ثم إتجه إلى الصحافة
وجائته الفرصة لكي يشترك مع (محمد فريد وجدي)في إصدار
صحيفة (الدستور) وأتاح له العمل في هذه الصحيفة
الفرصة لكي يلتقي بسعد زغلول وزير التربية الوطنية
والتعليم في هذا الوقت وأعجب به إعجابا شديدا فإنضم
إلى حزبه.
وبعد ذلك ضاقت الأيام بصحيفة الدستور ولم تعد تغطي
مصروفاتها وإحتجبت عن الظهور،فأصبح العقاد بلا عمل
فإضطر ان يبيع كتبه ويعطي دروسا خصوصية ليجد لقمة
العيش،ولكن ذلك لم يكن ليكفيه فكان يستعين بمساعدات
أهله، كما كان يقوم بكتابة بعض المقالات وترجمة بعض
الفصول لمجلة البيان التي كان يصدرها عبد الرحمن
البرقوقي منذ سنة 1919 وعن طريق هذه المجلة إلتقى
بالمازني وعبد الرحمن شكري فكان الثلاثة عبارة عن
مدرسة في الأدب والنقد.
ولقد عاش العقاد حرّا نزيها يهرب من أي عمل فيه شبهة
إختلاس أو نهب حتى ولو أدّى ذلك إلى أن يعيش على لقيمات
يقيم بها صلبه،وكانت آراؤه في جميع كتاباته تقوم على
ركنين أساسيين هما:الإيمان بكرامة الإنسان الشخصية والإيمان
بحرية الرأي والفكر.
وفي كتاباته الدينية كان يؤمن أن الإنسان لا يستطيع أن
يدرك بحواسه وعقله الحقائق الكونية مما أدّى إلى إيمانه
بوحدة الكائنات ووحدة الخلق فكان راسخ العقيدة
الإسلامية مؤمنا بوطنه وعروبته.
وكان يؤمن بأن الإسلام دين عالمي صالح لجميع الشعوب وهذا
هو ما ضمنه في عدة كتب عن العقيدة الإسلامية.
ومات العقاد قبل أن يلقى من التكريم ما هو أهل
له،وذلك لأن أسلوبه كان دقيقا مركزا خشنا لا يجامل
أحد،ولكن الناس يحفظون للعقاد في داخلهم مكانة سامية
قلّما يرقى إليها أديب أو كاتب آخر. | |
|