هل الزواج صفقة رابحة أم خاسرة؟

غالبا ما تكون التوقعات عن الزواج مخيبة للآمال


فيدخل البعض زمن المفاجآت غير السارة،وفي خضم


التوقعات المغلوطة عن الزواج،يدّعي كلّ من الطرفين


أنه هو الخاسر في هذه العلاقة.


يقال"إن حياة المرأة تبدأ بعد الزواج في حين أن حياة الرجل تنتهي معه"


بمثل هذه الأقوال وغيرها يحلو لكثير من الأزواج أن يعبّروا


عن كونهم الطرف الخاسر في العلاقة الزوجية.


معلّلين ذلك بسلسلة أسباب يبدو بعضها واقعيا وبعضها


الآخر مبالغ فيه،فهل الرجل هو الخاسر الوحيد في علاقة


الزواج أم أن الزواج صفقة خاسرة للرجل والمرأة


على حد سواء؟


كثيرة هي الحالات التي تخسر فيها المرأة تماما كما الرجل


إن لم يكن بنسبة أكبر ،فبعد أن كانت تعيش مدلّلة في بيت


أبيها تصحو متى تشاء ووقت ما تشاء وتختار أن تعمل


أو أن لا تعمل،تجد أن كل هذا ضاع منها بعد الزواج


الذي فرض عليها الإمثتال لضوابط أشبه ما تكون ببنود


وقوانين أي إخلال بها هو فتح للباب على مصراعيه


للمشاكل والخلافات.


هناك فئة من الأزواج لا تعرف ماذا ينتظرها بعد الزواج


وعندما تقدّم عليه يأتي الواقع أكبر بكثير من حجم


التوقعات بما يحمله من إكراهات وضغوط وتوثرات.


إن رتابة العلاقة وتحدّيات الحياة ومسؤولية الأطفال


ومتطلّبات المجتمع تفرض شروطها على العلاقة


بين الزوجين فيسعيان سعيا مشتركا للإيفاء بتلك الإلتزامات


التي ينظرون إليها على أنها نوع من التنازلات التي تقدّم


بطيب خاطر، فهنالك فارق بين العلاقات الزوجية


والعلاقات التجارية،لذا فإن المقارنة في مثل هذه الأمور خطأ


إذ لا يمكن إعتبار الزواج صفقة أو عملية تجارية


إنما عملية تكاملية لتحقيق مسيرة أسرية مستقرّة وناجحة